بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال بيته الاطهار وعجل فرجهم...
***إيثارها بلقمة العيش***
• روى الراوندي عن جابر بن عبدالله، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أقام أيّاماً ولم يَطْعَم طعاماً، حتّى شَقَّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يُصِبْ عند أحدهنّ شيئاً، فأتى فاطمة فقال: يا بُنيّة، هل عندكِ شيءٌ آكله، فإنّي جائع ؟ قالت: لا والله، بنفسي وأمّي.
فلمّا خرج عنها بَعَثتْ جارةٌ لها رغيفَين وبضعة لحم، فأخذَتْهُ ووضعتْه في جَفنة وغَطّت عليها وقالت: واللهِ لأُؤثِرَنّ بهذا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله على نفسي وعن غيري ـ وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام ـ فبَعَثتْ حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فرجع إليها، فقالت: قد أتانا اللهُ بشيء، فخبّأتُه لك.
فقال: هلمّي يا بُنيّة، فكشفت الجَفنة فإذا هيَ مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرتْ إليها بهتت وعرفت أنّه من عند الله، فحمدت الله وصلّت على نبيّه ـ أبيها ـ وقدّمَتْهُ إليه، فلمّا رآه حمد الله، وقال: مِن أين لكِ هذا ؟ قالت: « هو مِن عِندِ اللهِ إنّ اللهَ يَرزُقُ مَن يشاءُ بغَيْرِ حِساب