عاشقة الزيارة المرشدة الإدارية
عدد الرسائل : 637 العمر : 38 الدولة : تاريخ التسجيل : 29/04/2007
| موضوع: أنا سُكَينة 2007-09-21, 5:55 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم...
أنا سُكَينة. اليوم عاشوراء، وهنا كربلاء.
ربّما انقَضَت ساعةٌ بعد الظُّهر، لا أدري. مَرَّ الوقتُ علَينا مُنذُ الصباحِ وكأنّه عُمرٌ طويل. وبالأخصِّ هذهِ اللحظات التي ذَهبَ فيها أبي إلى ميدانِ الحرب. إنشَدّت عُيونُنا إلى غُبارِ المَيدانِ وآذانُنا إلى صَيحات العَدوّ لمّا ذهبَ أبي إلى الميدان. صَعْبٌ علَينا.. صَعبٌ جدّاً. أصواتُ الطُّبولِ والصنّاجات، وصَيحاتُ العدوِّ المُتَوحِّشَة.. تُفزِعُ قُلوبَنا. الغُبارُ والعَجاجُ والدَّم.. في كلِّ مكانٍ مِن حَولِنا. الشمسُ لاهِبةٌ فوقَ الرؤوس، والأرضُ مِن تحتِ أقدامِنا لَهَبُها أشدّ. والعَطَش.. أكبادُنا تَحترقُ مِن العَطَش. شِفاهُنا تَفَطَّرَت مِثلَ صَحراء لَم تَعرِف الماء. اللسانُ لا يَقدِرُ أن يَدورَ في الفم مِن شِدَّة الجَفاف. شَحَبَت وجوهُنا واصفَرَّت من العطش. منذُ أمسِ والعدوُّ يُحاصرنا. جَيشُ أبي اثنانِ وسَبعونَ فقط، وجيشُ يزيدَ عَشَراتُ الآلاف. أنصارُ أبي ذَهبوا منذ الصباح.. واحداً بعد واحد، إلى الميدان. ثَبَتوا بكلّ شجاعةٍ في مُقابِلِ الجيش الكبير. قاتَلوا ببطولة. كلُّ واحدٍ منهم قَتلَ العَشَرات من أفرادِ جيشِ العدوّ.. ثمّ وَقَعَ شهيداً. والآن.. أبي وحدَهُ يَقفُ في مقابلِ هذا الجيشِ كلِّه. لَيتَ المسافةَ بين خيامنا والميدان غير بعيدة. لَيتَني أقدر أن أرى أبي وهو يُقاتِل. ليت أبي قد سَمَح لي أن أذهب معه إلى الحرب. أبي يقاتل بمفرده جيشاً كبيراً. وابنته القَلِقة المضطربة لا تعرف عنه الآن أيَّ شيء! لا يُرى مِن هنا غيرُ الغُبار والعَجاج، ولا يُسمَعُ غيرُ الضَّوضاء! ************
* * *
أمسِ.. رأيتُ آثارَ التَّعَب واضحةً على وجه أبي. آلافُ الناس من أهل الكوفة والمدن الأخرى كانوا قد كتبوا رسائل إلى أبي قالوا فيها: إنّهم سيَنصُرونَه إذا ثارَ على حُكم يزيدَ الفاسدِ الظالم. لكنْ.. ما جاء منهم لنُصرتهِ غيرُ اثنينِ وسبعينَ رجُلاً! هؤلاءِ الاثنانِ والسَّبعونَ كانوا أعزّاءَ أبي وأحبّاءه. قالَ لهم: ـ خيرُ الناسِ أنتم. لا أعرِفُ أصحاباً خيراً منكم ولا أكثرَ وفاءً. ليس لأحدٍ أبداً أصحابٌ أفضل من أصحابي. بكيِنا لاستشهاد هؤلاءِ الأعزّاءِ اليوم.. لكنّنا ما رأينا على وجهِ أبي أيَّ ضَعفٍ وانكِسار. لمّا وَقَع أخي الكبير ( عليّ الأكبر ) من فَرَسِه على الأرض.. قلوبُنا وقَعَت معه، لكنّ أبي لَم يَهتَزّ. وحينما اخترقَ سَهمُ العَدوِّ حنجرةَ أخي الرَّضيع عبدِالله وهو على يَدِ أبي.. وصَلَ صوتُ بُكائنا إلى السماء، لكنّ أبي كان ثابتاً قَويَّ القلب. عَمّي العباس حامِلُ الراية وحامي الخيام وسَقّاء عُطاشى كربلاء.. حين وقَعَ من فَرَسِه على الأرض مُقَطَّعَ البدَن.. ظَلّ أبي صابراً، لكنّي رأيتُ قامَتَهُ قد انحَنَت. وَضَع يدَهُ على ظَهره.. وقال: ( الآن انكَسَرَ ظَهري ).
* * *
***********************
| |
|
أبوحيدر92 المدير العام
عدد الرسائل : 384 العمر : 30 Localisation : الكويت الدولة : تاريخ التسجيل : 19/06/2007
| موضوع: رد: أنا سُكَينة 2007-09-21, 6:02 pm | |
| سلام عليكم رحم الله والديك اختي عاشقة الزيارة ويعطيك العافية وجعله الله في ميزان أعمالك أبو حيدر 92 | |
|
عاشقة الزيارة المرشدة الإدارية
عدد الرسائل : 637 العمر : 38 الدولة : تاريخ التسجيل : 29/04/2007
| موضوع: رد: أنا سُكَينة 2007-09-22, 3:35 am | |
| | |
|
حايره في دنيتي عضو متميز
عدد الرسائل : 360 تاريخ التسجيل : 06/08/2007
| موضوع: رد: أنا سُكَينة 2007-09-22, 6:08 am | |
| الف الف شكر لكي اختي عاشقه الزياره وتسلم ايدج على (( انا سكينه )) والله يعطيج العافيه وبالتوفيق | |
|
عاشقة الزيارة المرشدة الإدارية
عدد الرسائل : 637 العمر : 38 الدولة : تاريخ التسجيل : 29/04/2007
| موضوع: رد: أنا سُكَينة 2007-09-22, 6:43 am | |
| بارك الباري بكم اخواني واخواتي | |
|
عاشق العباس مشرف قسم
عدد الرسائل : 121 العمر : 29 الدولة : تاريخ التسجيل : 16/01/2008
| موضوع: رد: أنا سُكَينة 2008-01-25, 2:12 pm | |
| سلام عليكم
رحم الله والديك اختي عاشقة الزيارة ويعطيك العافية وجعله الله في ميزان أعمالك
اخوكم عاشق العباس | |
|