تتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة هـ ـ الروايات التي ذكرت قصّة نبز العاص بن وائل السَّهمي لرسول الله صلّى الله عليه وآله، وتعييره له عند وفاة ولده عبدالله، وقوله عنه إنّه أبتر، وإنزال الله تعالى سورة الكوثر ردّاً عليه، ومن تلك الروايات:
• روى الواحدي النيسابوري في ( أسباب النزول ) عن ابن العاص، قال: نزلت سورة الكوثر في العاص ( بن وائل السهمي )، وذلك أنّه رأى رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يخرج من المسجد وهو يَدخُل، فالتَقَيا عند باب بني سهم وتحدّثا ـ وأُناس من صناديد قُريش في المسجد جلوس ـ فلمّا دخل العاص قالوا له: مَن الذي كنتَ تحدّث ؟ قال: ذاك الأبتر! يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه ـ وكان قد تُوفّي قبل ذلك عبدُالله ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان من خديجة ـ وكانوا يُسمُّون مَن ليس له ابنٌ أبتر، فأنزل الله تعالى هذه السورة
• روى الطبرسي في تفسير « الكوثر » أنّه هو كثرة النسل والذريّة، وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة عليها السّلام حتّى لا يُحصى عَدَدهُم، واتّصل إلى يوم القيامة مَدَدُهم
و ـ الروايات التي نقلت خطبة أبي بكر وخطبة عمر لفاطمة عليها السّلام واعتذار رسول الله صلّى الله عليه وآله لهما بأنّها صغيرة، وكانا قد خطباها في المدينة بعد هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إليها، ولو كانت الزهراء عليها السّلام قد ولدت قبل بعثة النبيّ صلّى الله عليه وآله بخمس سنين، لكان عمرها بعد هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة أكثر من 18 سنة ـ حيث أجمع علماء المسلمين على أنّه صلّى الله عليه وآله بقي في مكّة 13 سنة ـ ولا يُعقل أن يعتذر النبيّ صلّى الله عليه وآله بصغر عمر الزهراء عليها السّلام إذا كان عمرها قد تجاوز 18 سنة. أما إذا نظرنا إلى الروايات التي تذكر أنّ فاطمة عليها السّلام ولدت قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله بسبع سنين وستّة أشهر
فإنّ عمرها الشريف بعد الهجرة سيكون قد تجاوز العشرين!! وهل يُعقل ـ من جانب آخر ـ أن لا يكون أحد قد تقدّم لخطبتها عليها السّلام حتّى ذلك الحين طمعاً في نيل شرف الدنيا والآخرة بمُصاهرة رسول الله صلّى الله عليه وآله، خاصّة بعد أن سمعوه صلّى الله عليه وآله يقول كراراً ومراراً: كلّ سَبب ونسب مُنقطعٌ يوم القيامة، إلاّ سَببي ونسبي!
• أخرج النسائي وأحمد بن حنيل عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر فاطمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّها صغيرة، وإنّي أنتظر بها القضاء. فلقيه عمر فأخبره، فقال: رَدَّك، ثمّ خطبها عمر فردّه، ثمّ خطبها عليّ عليه السّلام فزوّجه إيّاها، وقال: إنّ الله أمرني أن أزوّج عليّاً فاطمة
• وروى ابن شهرآشوب عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وابن عبّاس، وابن مسعود، وجابر الأنصاريّ، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، وأمّ سَلَمة، أنّ أبا بكر وعُمر خطبا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فاطمة مرّة بعد أخرى فردّهما
ز ـ الروايات التي نصّت على عُمر الزهراء عليها السّلام عند زواجها في السنة الثانية للهجرة، وذكرت أنّ عمرها الشريف كان يومداك 15 سنة وخمسة أشهر ونصف، وهو يتعارض مع كونها وُلدت قبل البعثة بخمس سنين.
• وروى ابن عبد البرّ في « الاستيعاب »، وابن حجر في « التهذيب » أنّ عليّاً تزوّج فاطمة في السنة الثانية من الهجرة، وأن سنّ الزهراء عليها السّلام يوم تزويجها كان 15 سنة وخمسة أشهر ونصفاً
وحسب كلام ابن عبدالبرّ وابن حجر، فإنّ ولادة الزهراء عليها السّلام ستكون عام المبعث النبويّ الشريف ـ وهو ما اختاره ابن عبد البرّ ـ وليس قبله بخمس سنوات.
ح ـ طائفة من الروايات التي أرّخت لبناء البيت الحرام، حيث أرّخ بعضها بناء البيت بأنّه سنة 15 بعد عام الفيل ( وعُمر النبيّ صلّى الله عليه وآله يومذاك 15 سنة فقط )، وأرّخ بعضها له بأنّه تزوّج بعد عام الفيل بخمس وعشرين سنة.
وبلحاظ الروايات التي نصّت على أنّ فاطمة عليها السّلام وُلدت قبل البعثة وقريش تبني البيت، فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله ينبغي: إمّا أن يكون قد تزوّج ووُلد له عدّة أولاد ـ آخرهم فاطمة الزهراء عليها السّلام ـ قبل أن يبلغ سن الخامسة عشر، وإمّا أن تكون الزهراء عليها السّلام قد ولدت قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وأن عمرها الشريف عند هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله سيتجاوز 28 سنة!